الاثنين، 22 ديسمبر 2014


الفلسفة البراجماتية

نشأت الفلسفة البراجماتية في الولايات المتحدة الأمريكية، ولقد كان للظروف المجتمعية التي سادت المجتمع الأمريكي في بدايات الهجرات الخارجية إلى أمريكا عقب اكتشافها أثر كبير في تكوين المبادئ الرئيسة للفلسفة البراجماتية؛ لذا فإن هذه الفلسفة أصبحت تعبيراً صادقاً عن المجتمع الأمريكي للاتصال الوثيق بظروف المجتمع من ناحية، ولانبثاق المبادئ المشار إليها من تلك الظروف المجتمعية التي سادت المجتمع في أعقاب الهجرات الأولى بعد اكتشافه من ناحية أخرى.

  ولقد كان أغلب المهاجرين الأوائل إلى أمريكا باعتبارها عالماً جديداً من هؤلاء الذين كانوا يبحثون عن مجتمع ينقلهم من ظروفهم الحياتية ببلادهم الأصلية، والتي كانوا يعانون فيها من نير الرأسمالية والإقطاع، وما تمخض عنهما من طبقية مغلقة إلى ظروف أفضل، خاصة وأن هؤلاء كانوا من الطبقة الوسطى التي تحمل طموحات للحراك الاجتماعي، إلا أن ظروفهم المجتمعية لم تيسر لهم سبل ذلك الحراك، كما كان البعض منهم يبحث عن العيش في ظل حرية كاملة خاصة في مجال العبادة، بديلاً عن الاضطهاد الديني الذي كانوا يعيشون فيه ببلادهم الأصلية، وثمة فريق ثالث تشكل من هؤلاء الرأسماليين الذين يسعون إلى استثمار أكبر لرؤوس أموالهم عبر هذا العالم الجديد، ولقد ساهم كل من هذه الفئات في صياغة الفكر والواقع الأمريكي.

 

والبراجماتية Pragmatism مصطلح فلسفي يعني لغوياً ما هو عملي، كما يستخدم المفهوم – البراجماتية- ليصف كل النظريات أو الممارسات التي تؤكد على النتائج والغايات وما يعود منها من نفع، وذلك من خلال تجريبها وإعمالها في الواقع الحياتي، ولقد صيغت مترادفات عدة للمفهوم، كان من أهمها النفعية أو الذرائعية، وذلك من جراء تأكيد هذه الفلسفة على أن صدق الأفكار رهن بما تجلبه من نفع جراء استخدامها، أو ما تؤدي له من ذرائع (فوائد)، كما أطلق البعض عليها الوسيلة أو الأداتية، وذلك باعتبار أن الوسيلة أو الأداة تكون ظروفاً منطقية للمدركات العقلية والأحكام والاستنباطات المرتبطة بها، بحيث يساعد ذلك في الوصول إلى الغايات والأهداف المنشودة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق