الاثنين، 22 ديسمبر 2014


إن عالمنا اليوم في أشد الحاجة إلى التسامح الفعال والتعايش الإيجابي بين الناس أكثر من أي وقت مضى, نظراً لأن التقارب بين الثقافات والتفاعل بين الحضارات يزداد يوماً بعد يوم بفضل ثورة المعلومات والاتصالات والثورة التكنولوجية التي أزالت الحواجز الزمانية والمكانية بين الأمم والشعوب, حتى أصبح الجميع يعيشون في قرية كونية كبيرة.

ونحن بحاجة لقيم التسامح ونشرها وتعزيزها في المجتمعات لاسيما إن عدم الاستقرار والاستقطاب السياسي والطائفي السمة الغالبة على المجتمعات العربية في السنوات الأخيرة ولعل ذلك يعود إلى عدة أسباب, أبرزها وبلا شك ثورات الربيع العربي, وما تضمنته من موجات عنف ألقت بظلالها على سلوكيات المواطن العربي ليس في الدول التي حدثت بها تلك الثورات فقط, بل كافة أرجاء الوطن العربي, وهو الأمر الذي أسفر عنة تصاعد لقيم وأيديولوجيا الكراهية والتعصب على حساب قيم التسامح وقبول الأخر والتعايش السلمي, كما أن ظاهرة انتشار قيم العنف والتعصب ليست محدودة في نطاق المنطقة العربية.

كما أن ظاهرة انتشار قيم العنف والكراهية والتعصب ليست محدودة في نطاق المنطقة العربية فحسب, بل هي ظاهرة باتت تعاني منها كافة الشعوب, فنتيجة لارتفاع معدلات البطالة في العديد من الدول وانكماش بعض الأنظمة الاقتصادية العالمية وانتشار الفساد وتفشى الفقر والمجاعات والحروب وعولمة الاقتصاديات, ظهرت العديد من أشكال ومستويات الصراع (مركز رام لدراسات حقوق الإنسان,2012 ). وهو الأمر الذي دفع بالعديد من المنظمات الدولية والإقليمية إلى اتخاذ العديد من الإجراءات التي من شأنها الحد من التنامي المتزايد لمظاهر العنف والكراهية والتعصب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق